المصدرون في جنوب أفريقيا يتحدون ضغوط الرسوم الأمريكية الاقتصادية

تحذيرات الشركات في جنوب إفريقيا بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
أعربت الشركات في جنوب إفريقيا عن قلقها إزاء الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، وتأثيرها المحتمل على أرباحها. وقد أظهر مؤشر مديري المشتريات تراجعا في أغسطس إلى 49.5 نقطة، مقارنة بـ 50.8 نقطة في يوليو، ما ساهم في إعادة قطاع التصنيع إلى منطقة الانكماش.
تأثير الرسوم الجمركية على الطلب والمنافسة
أشارت الشركات إلى أن هذه الرسوم ساهمت في ضعف الطلب الخارجي وزيادة المنافسة من الواردات الأرخص. وقد حذرت بعض الشركات الكبرى مثل “بيل إيكويبمنت” من احتمال انخفاض أرباحها بما يصل إلى 32% في النصف الأول من 2025، في حين أعربت شركات سيارات مثل “بي إم دبليو” و”فورد جنوب إفريقيا” عن مخاوفها من فقدان القدرة التنافسية.
تحذيرات من قطاع النبيذ والفواكه
من جهة أخرى، حذرت شركات صناعة النبيذ والفواكه من تأثيرات سلبية على صادراتها الموسمية إلى الولايات المتحدة. وفي وقت سابق، أكدت الحكومة الجنوب إفريقية أن صادراتها لا تنافس الصناعات الأمريكية، بل تدعمها من خلال سد الفجوات الزراعية الموسمية وتوفير معادن ومدخلات صناعية حيوية لسلاسل التوريد.
هدف الحكومة في تعزيز العلاقات التجارية
ذكرت وزارة التجارة أن “الهدف هو الحفاظ على العلاقات التجارية وتطويرها مع واشنطن”، بينما تستمر الحكومة في السعي للتفاوض لتخفيف آثار هذه الرسوم. وقد فرضت الولايات المتحدة في أغسطس رسومًا جمركية بنسبة 30% على الصادرات الجنوب إفريقية، مما أثار قلق المستثمرين وهدد بفقدان آلاف الوظائف في قطاعات حيوية مثل الزراعة وصناعة السيارات والتعدين.
تأثير الرسوم على الواردات الأمريكية من إفريقيا
هذا القرار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل، اعتُبر نقطة تحول في العلاقات التجارية بين البلدين، بحسب منصة “بيزنس أفريكا”. ورغم هذه الرسوم، شهدت الواردات الأمريكية من إفريقيا ارتفاعًا بنسبة 24% على أساس سنوي في النصف الأول من 2025 لتصل إلى 23.4 مليار دولار، وفقًا للبيانات الرسمية.
تصدرت جنوب إفريقيا هذا السوق بمبلغ 9.5 مليار دولار، بزيادة تصل إلى 52% مقارنة بالفترة نفسها من 2024. وتقوم بريتوريا بتصدير حوالي 7.5% من منتجاتها إلى السوق الأمريكية، مما يجعل واشنطن ثالث أكبر شريك تجاري لها بعد الاتحاد الأوروبي والصين. ومع ذلك، لا تمثل سوى 0.25% من إجمالي الواردات الأمريكية، وهو ما تعتبره الحكومة الجنوب إفريقية سببًا يجعل الرسوم “غير مبررة”.