شيخ الأزهر يحث الدول الإسلامية على وضع استراتيجية تعليمية لتعزيز وعي الشعوب

استقبال فضيلة الإمام الأكبر لوفد وزراء الأوقاف والمفتين
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، بمقر مشيخة الأزهر، وفد وزراء الأوقاف، المفتين، ورؤساء المجالس الإسلامية العليا، إضافة إلى ممثلي الهيئات الإسلامية، المشاركين في مؤتمر دار الإفتاء المصرية الذي يحمل عنوان “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”. وقد حضر هذا اللقاء فضيلة أ.د/ نظير عياد، مفتي الجمهورية، وفضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
توظيف الذكاء الاصطناعي في الإفتاء
في بداية اللقاء، رحَّب فضيلة الإمام الأكبر بالوزراء والمفتين والوفود المشاركة، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يوفّق العلماء في مناقشاتهم حول هذا الموضوع الهام. وشدد على أهمية توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة المفتين وتعزيز عملهم، مع ضرورة وضع ميثاق أخلاقي ينظم استخدام هذه التقنيات، بما يحفظ كرامة الإنسان ويحمي خصوصيته.
ضرورة مواجهة الحملات المشوهة للإسلام
أكّد شيخ الأزهر على أهمية التصدي للحملات الممنهجة التي تسعى لتشويه صورة الإسلام، مشيرًا إلى أن هذه الحملات ساهمت في تصاعد مشاعر الخوف وكراهية الإسلام لدى البعض. وأوضح أن الكثير من المفكرين الغربيين الذين درسوا الإسلام بشكل علمي قد أظهروا حقائقه الناصعة في مؤلفاتهم، مما يحتم على الهيئات الإسلامية في الغرب أن تتحمل مسؤولية كبيرة في دحض الروايات الخاطئة عن هذا الدين. وذكر أن الأزهر مستعد لتقديم الدعم لجميع المراكز الإسلامية في الغرب، تحقيقًا لوحده المسلمين وامتثالًا لتعاليم القرآن الكريم.
التعريف بالقضية الفلسطينية
تابع فضيلته بالحديث عن واجب المؤسسات الدينية والتعليمية في العالم العربي والإسلامي، مؤكّدًا ضرورة التعريف بالقضية الفلسطينية وتاريخ القدس، خاصة في ظل العدوان المستمر على غزة. وأعرب عن قلقه من جهل الكثير من أبناء الأمة بأبسط الحقائق التاريخية المتعلقة بفلسطين، داعيًا إلى وضع استراتيجية تعليمية في الدول الإسلامية لرفع وعي الشباب بتاريخهم وهويتهم العربية والإسلامية. وجدد الأزهر استعداده للتعاون مع كافة الدول لتحقيق هذا الهدف.
تقدير وزراء الأوقاف والمفتين للجهود الأزهرية
عبّر وزراء الأوقاف والمفتون ورؤساء المجالس الإسلامية عن سعادتهم بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وقدموا تقديرهم لجهوده الكبيرة في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين. كما أكدوا أن الأزهر الشريف هو ضمير الأمة وملاذ المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وأن مواقفه تحظى دائمًا بالترحيب والإشادة.
مبادرات الأزهر ودعم الوحدة الإسلامية
أشاد وفد الإفتاء العالمي بجهود الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر في تعزيز الوحدة الإسلامية ومواجهة الأفكار المتطرفة. وأكدوا أن مبادرات الأزهر العلمية والفكرية لها آثار إيجابية تمتد إلى مختلف أنحاء العالم، وأن الأزهر هو المؤسسة القادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في معالجة قضايا الأمة، نظرًا لتاريخه الطويل في نشر علوم الشريعة ويقينه في تقديم العلماء الثقات.