الجامعة العربية تدعو المملكة المتحدة لتعزيز جهود إعادة إعمار غزة
طالبت الأمانة العامة المجتمع الدولي، وبشكل خاص المملكة المتحدة، بتكثيف الجهود في المرحلة المقبلة والمساهمة بشكل فعال في جهود الإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة المدمر، لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير. كما دعت الأمانة العامة إلى دعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
دعم حل الدولتين
حثت الأمانة العامة على ضرورة استمرار الانخراط في جهود تنفيذ حل الدولتين، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
الذكرى الـ108 لتصريح بلفور
جاء ذلك في بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمناسبة الذكرى الثامنة بعد المائة (108) لتصريح بلفور، والذي يوافق الأحد، 2 نوفمبر 2025.
أبعاد تصريح بلفور
أشار البيان إلى أنه في نفس اليوم من عام 1917، أصدر وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور تصريحه المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية، مما أدى إلى نكبة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وارتكاب أبشع الجرائم بحقه. وتستمر هذه الجرائم حتى يومنا هذا، مما يشكل أكبر مأساة إنسانية لشعب كامل وظلمًا تاريخيًا لا تزال آثاره وتداعياته السلبية مستمرة وتُهدد الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
معاناة الشعب الفلسطيني
أضاف البيان أن ذكرى تصريح “بلفور” هذا العام تأتي في ظل استمرار معاناة الشعب الفلسطيني جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) في قطاع غزة على مدى عامين كاملين. وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والأطفال، وتدمير شبه كامل للقطاع المحاصر. كما تعيش مليونا فلسطيني من أهالي القطاع في حالة نزوح متكرر.
الانتهاكات الإسرائيلية
تواصل السياسات والممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حيث تشمل الإعدامات الميدانية، واعتقال الآلاف، وهدم البيوت، وإرهاب المستوطنين، والتوسع الاستيطاني، وسرقة الموارد، وتدنيس المقدسات المسيحية والإسلامية. كما تستمر مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى، مما يشكل سلسلة من الجرائم التي ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
التأكيد على الدعم البريطاني لفلسطين
رحبت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بقرار المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، وذلك انطلاقًا من التزامها برؤية حل الدولتين كسبيل لا بديل عنه لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
مطالب بتحمل المسؤولية التاريخية
وفي ضوء الإرادة الدولية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، تعتبر الأمانة العامة هذا الاعتراف خطوةً نحو تصحيح الخطأ التاريخي الناتج عن تصريح بلفور. وتطالب المملكة المتحدة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لرفع الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، وممارسة كافة أشكال الضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها وجرائمها. كما تطالب بعدم تقديم أي دعم لمنظومة الاحتلال الاستيطاني الاستعماري، مما يسهم في استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، وذلك تماشيًا مع التزاماتها بموجب القانون الدولي ووفق قرارات الأمم المتحدة ورأي محكمة العدل الدولية حول عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي.
