صيني يترك وظيفته لي dedicates his life لتدريب الكلاب والمحبة للحيوانات
أثار خطاب ملهم ألقاه وو تشى، أحد أبرز خبراء تدريب الكلاب العلاجية في الصين، تفاعلاً واسعاً على الإنترنت. كشف وو، الذي يعرف باسم “أبو الكلاب العلاجية في الصين”، عن رحلته غير العادية من العمل في وظيفة مرموقة إلى تكريس حياته لشغفه بالحيوانات. يعتبر وو، الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، رائداً في برامج العلاج بمساعدة الحيوانات على المستوى العلمي في البلاد. وقد تسلط خطابه الضوء على القيمة الاجتماعية العميقة للحيوانات العلاجية وأهمية تدريبها بأساليب علمية مدروسة.
رحلة التحول
تخرج وو من جامعة نانجينج المرموقة بتخصص في علوم الكمبيوتر وبدأ حياته المهنية في شركة ألعاب معروفة. رغم دخله المرتفع ومستقبله المهني الواعد، قرر في عام 2006 ترك وظيفته التي اعتبرها كثيرون “وظيفة الأحلام”. فتفرغ لتربية الحيوانات الأليفة، حيث افتتح حديقة صغيرة للحيوانات الأليفة لمدة عامين قبل أن يؤسس متجراً للحيوانات في مجمع سكني. على الرغم من معارضة والده القوية وعزيمته على غلق المتجر، لم يتراجع وو عن هدفه.
التواصل مع العالم
كبر وو كطفل يعاني من طيف التوحد البسيط، وشكل أول كلب تبناه من الشارع في عمر التاسعة نقطة تحول في حياته، إذ ساعده على التواصل مع العالم من حوله. وفي شبابه، تبنى كلباً من فصيلة الهاسكي، لكنه لاحظ زهده بعد إرساله إلى مركز تدريب تقليدي. عندها قرر دراسة أساليب تدريب الحيوانات علمياً بنفسه. من خلال مشاركة تجاربه على الإنترنت، اكتسب شهرة واسعة، مما أدى إلى استضافته في برامج تلفزيونية مع كلبه الهاسكي في عام 2012.
إنشاء البرامج العلمية
بعد ظهوره التلفزيوني، اقتربت منه أم لطفل مصاب بالتوحد لاحظت أن ابنها بدأ يقلد تفاعله مع الكلب. وكانت هذه هي المرة الأولى التي استجاب فيها الطفل لشخص غريب، مما ألهم وو لتأسيس برنامج علمي لتدريب الكلاب العلاجية في الصين. من خلال منظمته “Paw for Heal” التي أسسها في شنغهاي، تمكن وو من تدريب أكثر من 5000 كلب أليف، اجتاز 400 منها اختبارات مهنية دقيقة لتدريب الكلاب العلاجية.
أثر الكلاب العلاجية
تستفيد منظمة وو من هذه الكلاب لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد والاكتئاب، وكبار السن المصابين بالخرف، والمجرمين الأحداث، وحتى المرضى في مراحلهم الأخيرة. يروي وو أنه فوجئ عندما تذكر أحد مرضى الزهايمر أسماء الكلاب التي تعامل معها رغم نسيانه أسماء أبنائه. حتى الآن، تجاوز عدد الأشخاص الذين تلقوا خدمات المنظمة 150 ألف شخص.
التحديات والآمال المستقبلية
أكد وو أن التحدي الجديد أمامه يتمثل في قلة عدد الكلاب العلاجية في الصين مقارنة بالدول الأخرى، حيث لا يتجاوز عددها بضع مئات مقابل أكثر من 300 ألف في الولايات المتحدة. كما أشار إلى أن نحو 40% من كلابه العلاجية كانت في الأصل كلاباً ضالة. عبّر عن أمله في إقرار قانون لحماية الحيوانات في الصين وزيادة التسامح مع وجود الحيوانات الأليفة في الأماكن العامة. يضمن وو لكل كلب يعمل معه ألا تتجاوز ساعات عمله 4 ساعات يومياً مع فترات راحة وتدليك ولعب. ومع مرور الوقت، بدأ والده في تفهم إصراره بعدما شاهد كيف ساعدت الكلاب العلاجية في تحسين حالته النفسية.
الخدمات والدعم
تقدم منظمة وو أيضاً خدمات تدريب مدفوعة للكلاب والمتطوعين البشريين بهدف تمويل البرامج المجانية التي تقدمها. وقد أشاد متابعون عبر الإنترنت بجهوده، حيث كتب أحدهم: “يجب أن يدرك الناس أن الكلاب المدربة جيداً لا تجلب الخوف، بل تمنحنا الدفء والراحة والسعادة”.