اكتشاف هرمون جديد يعيق جهاز المناعة ويمنح أملًا واعدًا لعلاج السرطان

اكتشف علماء أمريكيون أن بعض الأورام السرطانية تعتمد على هرمون خفي لتعطيل جهاز المناعة البشري، ما يسمح لها بالنمو دون قيود.

اكتشاف جديد يفتح آفاقاً لعلاج السرطان

هذا الاكتشاف، الذي تم نشره في دورية Nature Immunology، يمهد الطريق لجيل جديد من العلاجات المناعية ضد السرطان، وقد يوفر أيضاً وسائل مبتكرة لعلاج أمراض المناعة الذاتية.

دور الخلايا النخاعية في جهاز المناعة

تُعتبر الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا النخاعية (myeloid cells) من أوائل خطوط الدفاع ضد الأورام. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن هذه الخلايا تتحول سريعاً من كونها خلايا مقاتلة إلى دعمٍ للورم.

العلاقة بين SCG2 و LILRB4

كشفت الدراسة أن السبب وراء هذا التحول هو وجود مستقبل بروتيني مثبط يُعرف باسم LILRB4 على سطح الخلايا النخاعية. يتم تحفيز هذا المستقبل بواسطة هرمون يُسمى SCG2، وعند تنشيطه يبدأ سلسلة من الإشارات التي تعوق قدرة الخلايا المناعية على مهاجمة الورم وتمنعها من استدعاء خلايا T المقاتلة.

التجارب المخبرية وتأثيرها

في التجارب المخبرية، أظهرت الفئران المعدلة وراثياً لحمل النسخة البشرية من مستقبل LILRB4 أن الأورام نمت بسرعة عندما تم حقنها بخلايا سرطانية تنتج هرمون SCG2. ولكن، عندما تم تعطيل هذا المستقبل باستخدام أجسام مضادة أو عند إزالة SCG2 من أجسام الفئران، تباطأ نمو الأورام بشكل ملحوظ.

نتائج الدراسة ووجهات النظر المستقبلية

تثبت هذه النتائج أن التفاعل بين SCG2 وLILRB4 يمثل مساراً أساسياً تستغله الأورام للتهرب من جهاز المناعة. يرى الباحثون أن تعطيل هذا التفاعل قد يوفر خياراً علاجياً جديداً لمرضى السرطان الذين لا يستفيدون بعد من العلاجات المناعية الحالية، مثل مثبطات نقاط التفتيش المناعي، التي تضمن النجاح فقط لـ 20% إلى 30% من المرضى.

فرص جديدة لعلاج الأمراض المناعية الذاتية

من المثير للاهتمام أن نفس الآلية يمكن استغلالها في الاتجاه المعاكس، حيث يمكن أن يؤدي تعزيز مستويات SCG2 إلى تهدئة نشاط الخلايا المناعية المفرط في الحالات المتعلقة بأمراض المناعة الذاتية أو الالتهابات المزمنة.