الناتو يوسع قدراته الجوية في شمال الأطلسي من خلال إنشاء مركز عمليات متقدم في النرويج
افتتاح مركز العمليات الجوية المشتركة للناتو في النرويج
افتتح حلف شمال الأطلسي (الناتو) مركز العمليات الجوية المشتركة الجديد في مدينة بوده النرويجية. يمثل هذا الافتتاح خطوة استراتيجية لتعزيز قدرة الحلف على قيادة وتنسيق العمليات الجوية في شمال أوروبا والقطب الشمالي، بالإضافة إلى جميع أراضي الحلف.
حضور قيادات بارزة
في بيان رسمي، ذكرت القيادة الجوية المشتركة للحلف أن حفل الافتتاح شهد حضور قيادات هامة من النرويج وفنلندا والسويد، إلى جانب قيادات الناتو. وتم تسليم القيادة رسميًا إلى القائد الجديد للمركز النرويجي، ترون ستراند، الذي أصبح أول قائد لمركز العمليات الجوية في بوده.
تأمين المجال الجوي
أكد القائد المؤقت للقيادة الجوية في الناتو، المارشال الجوي جوني سترينجر، أن افتتاح المركز يمثل نقطة محورية في قيادة وتحكم الأمن الجوي للحلف، معبرًا عن تقدير الناتو الكبير للنرويج لاحتضانها هذه القدرات في أقصى الشمال.
شراكة استراتيجية
يُعد مركز بوده الثالث من نوعه في الناتو، إلى جانب مركزي العمليات الجوية المشتركة في أوديم بألمانيا وتوريخون بإسبانيا. يهدف المركز إلى تشكيل شبكة متكاملة ومتعددة المستويات تخطط وتوجه وتنسق العمليات الجوية، مع القدرة على مراقبة ما يصل إلى 30 ألف حركة جوية يوميًا في الأجواء الأوروبية الأطلسية. سيساهم المركز في تعزيز الوعي العملياتي في المنطقة الشمالية وبناء قدرات احتياطية حيوية ضمن نظام القيادة والسيطرة الجوية (C2)، مما يضمن مرونة تكامل العمليات الجوية من مواقع متعددة في بيئة أمنية معقدة.
الحفاظ على الأمن الجوي
سيتولى مركز بوده مسؤولية الإنذار السريع (Quick Reaction Alert) الخاصة بالنرويج، وهي مهمة تقوم بها القوات الجوية النرويجية منذ عام 1961 لحماية أجواء الحلف من أي اختراقات. وفي سياق هذه المهمة، سيستمر الطيارون النرويجيون وحلفاؤهم في قيادة مقاتلات F-35 Lightning II، لأداء هذا الدور الحيوي الذي استمر لأكثر من ستة عقود.
التطور في المسؤوليات
أشار اللواء ترون ستراند إلى أن مهام المركز ومسؤولياته ستتوسع مع مرور الوقت ونضوج تنظيمه. وأكد على أهمية تقديم مساهمة حقيقية في نموذج القيادة والسيطرة المستقبلي للناتو، لضمان توفر ردع موثوق ودفاع فعّال عندما يكون ذلك ضروريًا.
التأكيد على الجاهزية والوحدة
أكد نائب الأدميرال دوج بيري، قائد القيادة المشتركة للقوات في نورفولك، أن افتتاح المركز يمثل علامة فارقة على جاهزية وحدة الحلف. وأضاف أن التخطيط والتكامل والاستعداد الجماعي مع النرويج والقيادة الجوية سيتواصل في التطور لتعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا والمحيط الأطلسي والقطب الشمالي.
تعزيز القدرات التشغيلية
ذكر بيان للناتو أن إنشاء المركز الجديد يأتي ضمن إطار تعزيز قدرة الحلف على تنفيذ عمليات متعددة المجالات (Multi-Domain Operations) بشكل سريع ومرن. يغطي المركز مساحة تقارب 25 مليون كيلومتر مربع تشمل أراضي الحلف الـ32، مما يعزز من استجابة الحلف السريعة في حالات الطوارئ والأزمات.
البداية التشغيلية للمركز
سيبدأ المركز عملياته الأولية بكوادر نرويجية في الأساس، على أن تتوسع قدراته التشغيلية تدريجيًا بالتوازي مع مركزي أوديم وتوريخون. من المتوقع أن يسهم هذا التطور في رفع جاهزية الناتو للعمل في البيئات القطبية والشمالية، حيث تزداد أهمية الابتكار والمرونة والتكامل العملياتي للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة اليورو-أطلسي.